الحكمة من فرض حظر التجوال .. تطويق لكل خطر من أوبئة وفوضى وتخفيض الخسائر

بسم الله الرحمن الرحيم

في وقت من الزمن السابق
أصاب الطاعون قريتان عظيمتان
"الطاعون هو مرض قاتل سريع الانتشار"
مشابه تقريبا ل "كورونا"

وكان على رأس احدى القريتين"زعيم شجاع"
وعلى رأس القرية الاخرى "قائد شجاع"

" الزعيم" لديه استشاريين اطباء وتجار ومشايخ وأصدقاء
"والقائد" لديه نفس الأول ولكنه استعان "بحكماء" من ذوي العقول الراجحة

والقائدان يعملان جاهدين في محاربة المرض وحفظ اهل القريتان.

"القائدان" يعلمون بأن هناك ستكون خسائر مادية تصل الى 10 ملايين وسيتوفى من الشعب عدد بالعشرات في غضون فترة زمنية قصيرة.

وسأتحدث عما حصل بكل قرية على حدة:
1- قرية الزعيم الشجاع:
قرارات بمنع التجمعات والسينما وتكثيف العمل على بناء أماكن للعزل ونصائح طبية مكثفة للمواطنين والاجانب الغير ناطقين بلغة القرية.
الاستشاريين لديه يعملون 24 ساعة ولديهم هدفين
الأول: منع انتشار المرض بين المواطنين
الثاني: المحافظة على سير العمل الحكومي والتجارة والاسواق فخسارة 10 مليون كبيرة جداً لا تتحملها ميزانية القرية.

وبعد مُضي شهرين.. انتشر المرض بقوة في القرية.. من الأعمال والأسواق وتواصل المراجعين والمتسوقين مع العاملين
وارتفعت عدد الوفيات بين المواطنين

الموظفين في وزارات القرية نقلوا الفيروسات فيما بينهم من أسرهم التي كانت تتسّوق
وبعدها اضطر "الزعيم الشجاع" باغلاق الاسواق والوزارات وفرض حظر التجوال في القرية محاولة منه لتخفيف الاصابات والوفيات التي بلغت مدى لا سيطرة عليه.. وخسرت القرية أكثر من 100مليون في فترة لا تتعدى شهرين.

2- قرية القائد الشجاع:
كان "القائد" يستمع لمستشاريه ويتابع كل ما يجري ويُشرك في دراسته للوضع أصوات المواطنين منها النافع ينتفع منه فكراً.. ومنها أصوات خائفة تجعله يعمل جاهداً لطمئنتها.

وكان لا يعتمد أي استشارة إلا بعد عرضها على الحكماء من مستشاريه
واقتنع "القائد" باستشارة "الحكماء" القاسية عليه  وعلى أهل القرية وهي:
تطويق الوباء والسيطرة عليه
والموافقة على زيادة الخسارة المتوقعة من 10 مليون إلي 20مليون

تطويق الوباء حسب الخطة المطروحة
مأخوذة من حدث قرآني يحفظ المواطنين وهي:
قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ

المساكن هي بداية انتهاء الوباء
وحسب قول أحد الحكماء
لو كان بالقرية 10 أنفار من حاملين الفيروس وتركناهم يتسوقون ويعملون ويتجمعون مع الآخرين
فسيرتفع الرقم إلى المئات وربما الالاف في غضون شهر أو أكثر وستكون المصيبة فقدان السيطرة وخسارة الارواح والاموال بأرقام لا نتوقعها

واذا تم فرض العزل المنزلي الإجباري على الجميع فسينعزل ال10 ولن ينتشر الوباء ويكون محصوراً في سكنهم أو منطقتهم.. وبذلك نسيطر علي الوباء ونحفظ الارواح والأموال

وافق  "القائد" على تنفيذ الاستشارة
 وفي غضون شهرين..
تمت السيطرة والقضاء على الوباء بخسائر أقل من المتوقع ال10 مليون ونسبة الوفيات لا تتعدى أصابع اليد الواحدة.

مما اعلاه نستفيد بأن الحكمة مطلوبة في الحياة.. وهي تسبق التجارة والعمل والتعامل
وتنقذك مما هو غير متوقع

ليس كل المستشارين في العالم يقراون الأحداث قبل وقوعها.. فمنهم من يكون خائف ومنهم متردد يسعون لارضاء مسئوليهم حفظاً لأرزاقهم

ملاحظة:
هذه الحادثة ليس المقصود منها أي دولة او حكومة في العالم
وأحب اضافة فيديو مترجم
عن الصين وتطويقها للوباء

حفظ الله كل البلاد وكل العباد
تحياتي
ظافر بن حمد بن فهد الزياني
18 مارس 2020

Post a Comment

أحدث أقدم