بل سأتحدث عن وطن عن حفظ وجودي ووجودك



لن ادافع عن حكومة ولا عن قيادة
بل سأتحدث عن وطن عن حفظ وجودي ووجودك
كل ما سأذكره ينطبق على كل الأوطان وشعوبها
لنسميها نصيحة أو تحذير عما نغفل عنه في حالة انفعالنا

نغضب على الحكومة ونهمس ضد القيادة
كل ذلك سببه ليس سياسي .. بل سببه هو المال
كلما نقص المال بين أيدينا.. أصابنا التذمر ونتمنى زوال الحكومة والقيادة

لا يهمنا غير أنفسنا ومصالحنا.. وليذهب للجحيم الوطن بمن فيه
ونجد في أنفسنا قوة رهيبة للطعن في القوانين التي تُسير أمورنا
متناسين بأن الوطن والوجود ليس مال ولا مميزات
نعم.. هناك كثير من الفاسدين والسارقين ولكن ليس بين أيدينا وثائق
شاهدنا النعمة في أيديهم وعلى وجوههم ونطالب بمحاسبتهم

كل ذلك نراه في حالة انفعالاتنا بسبب نقص السيولة بأيدينا
فلا نخدع أنفسنا ونقول بأننا نطالب بحقوق الجميع
كانت تلك الحقوق مفقودة منذ زمن بعيد عندما كانت بين أيديكم الأموال
لم تنتبهوا للفقراء ولا لحقوق الناس
أخرستكم أموالكم

ها أنتم اليوم تبحثون عن زيادات وعن مميزات لأنفسكم
وبعد أن تأكدتم بفقدان فرصة تعديل وضعكم المادي
اشهرتم سلاحكم ضد الوطن بطريق غير مباشر
وفتحتم المجال للمتربصين بمستقبلكم ومستقبل أبنائكم والأجيال القادمة

وكلما طعنتم في حكومتكم وقيادتكم فإنكم بذلك تطعنون الوطن واستقراره
سأضرب لكم مثال حقيقي .. وارجو أن تأخذوه عبرة لكم قبل الندم

عن نفسي.. أنا ظافر
ظلمني مسئول في بلادي منذ أكثر من 25 سنة ومازال الظلم مستمرا
لم أختزل وطني وقيادتي في ذلك المسئول المتنفذ
ولم اطعن بوطني ولا قيادتي بسبب انقطاع رزقي ورزق اسرتي
لم أتخاصم مع حكومتي ولا مع قيادتي ولم افتح بابا للخارج ضد وطني

وهذا الأمر أتحدث به لأول مرة على العام صوت وصورة

سُجنت لأول مرة في حياتي في العام 1990 أمن دولة مع أني لم أخطئ بحق وطني ولا قيادتي ولا حكومتي
لم يتم محاكمتي ولم تشكل قضية لكي أدافع بها عن نفسي
علمت بأن المتنفذ استخدم نفوذه لكي يدمر حياتي ومستقبلي وبفضل الله لم ينجح

وفي العام 1994 تم سجني بقضية جنائية
وحضرت أمام القاضي الذي لم يقتنع بها وبذكاء المدعي حينها
وقرر تأجيل الدعوى ولم يحدد تاريخ لها
وبلغ التأجيل 5 سنوات
وأنا ممنوع من العمل
وفي حال سفري تتم إهانتي في دخول أي دولة خليجية

لم اغضب على وطني ولم اعادي قيادتي وحكومتي
فأنا أعرف أن ذلك تصرف شخصي من متنفذ
في 2007  أيضا نفس السيناريو ولكن بفرصة ذهبية للمتنفذ لمحاربتي وقطع رزقي
سُجنت لأيام وتشكلت قضية ضدي لخسارة في تجارة وتراكم ديون
منعت من السفر ومنعت من العمل

لم أطعن في وطني ولا قيادتي بسبب قطع رزقي
فالرزاق الله سبحانه وليس البشر ولا الحكومات

المتنفذ بسلطته وحسب ما اعتقد أنه استطاع أن يؤجل تنتفيذ الحكم الصادر ضدي من 2007 لغاية 2013
وذلك لحاجة في نفسه أن يتم تعذيبي نفسيا وتحطيم معنوياتي
لم استطع العمل ولا السفر
ولم اعادي وطني وقيادتي وحكومتي
بل بالعكس كنت وكما يعلم الكثيرين من جيلي
بأني كنت رأس الحربة في مواقع التواصل والميدان جنديا وفيا لوطني ولقيادتي

لم يعجب المتنفذ ذلك
في 2013  تم سجني تنفيذا للحكم الصادر في 2007
وخرجت بعد أيام باستئناف الحكم

أصابني التعب ولم يعرف اليأس طريقي
تذمرت كثيرا ورغبت بالهجرة
ولكن حبي لوطني جعلني أتراجع

وبفترة محاولة الانقلاب الفاشلة في 2011
تقلصت إيراداتي ولم استطع دفع إيجار سكني
وتراكمت الديون 5 سنوات لم ادفع ايجار ولا كهرباء
وجزى الله صاحب الملك خيرا على صبره

رُفعت ضدي قضية إخلاء من سكني
وبالشهر القادم حكم نهائي بالإخلاء بعد أن استأنفت
ولا أعلم أين سأذهب .. ولكني أعلم بأن الله سبحانه لم يتخلى عني طيلة 25 سنة فإني مؤمن إيمانا يقينا بأن الله سبحانه لن يتخلى عني



لم أعادي وطني ولا قيادتي بسبب تسلط متنفذ لا يمثل وطن ولا قيادة
ولم أخاصم حكومتي بعدم النظر في أمري وسكوتهم عمن ظلمني
ولم انخرط مع من يريد شراً بوطني وقيادتي

لماذا أرمي كل اللوم على وطني وقيادتي بسبب نقص المال؟
ولماذا اجعل من نفسي أداة يستغلها من يريد بوجودي شراً؟
بالعقل والتفكير ، أسعى وأحاول من غير أن يستغلني آخرين

وبالعقل والحب
زرعت في نفوس أبنائي حب الوطن وقيادته
وشرحت لهم وأحب أن اشرح لكم مع إني على يقين بأن هناك الكثير من يعرف أكثر مني

أن الوطن يجب أن يكون في يد قائد قادر أن يديره
قائد يفتح يديه طيلة حياته ولا يغلقها ولا يرتاح
يحمل باليمني الوطن وبالشمال سلاحه
فإن ارتجفت يده لحظة فربما يسقط الوطن من يده
وقبل الختام إخواني وأخواتي الكرام
الوضع الدولي ليس كما كان في القرن العشرين
فجميعنا نعلم بأن هناك أعداء يسعون في ضياع وطننا
يحاولون بكل السبل أن يجعلوا أيادي القادة ترتجف وتسقط الأوطان

لم يجدوا وسيلة إلا استغلالنا بالداخل
المال كما به نبني الأوطان
ونتحول إلى معاول هدم للأوطان بسبب المال

ويشهد الله
إني لا أطهر الحكومات ولا المسئولين من الأخطاء

ولا ألوم من يطلب زيادة في المال
لكن
اطلب زيادتك بعدما تدرس الوضع الاقتصادي للوطن
فإن كان الوضع فوق الجيد
اطلب وتذمر وانفعل فهذا حقك
وإن كان أقل من الجيد
فكن أنت الوطن

وختاما
أحذر من أن تختصم مع وطنك وقيادتك
وخذ لك مثال مما يحدث لغيرك
فأنت تعيش من غير ظلم ولا حرمان
ولكنك تبحث عن النقصان
وغيرك عاش ويعيش وسيعيش في حرمان ولم يعادي الأوطان







Post a Comment

أحدث أقدم