ميهود8 .. عشيق أمه


الابن ابراهيم 25 سنة مشهود له بالذكاء والتفوق بين زملائه في العمل
وكان بارا بوالدته موزة 45 سنة وتحمل مسئوليتها بعد وفاة والده
وكانوا يعيشون في بيت ورثوه من الاب المتوفي
في احدى المرات تعرف ابراهيم على صديق اسمه سعد
ولا يعلم ابراهيم ان سعد يتعاطى المخدرات
وبعد ان اكتشف ابراهيم ان سعد يتعاطى
قام بتقديم النصيحة تلو الاخرى لصديقه
وبعد ان اصابه اليأس من محاولاته
قرر ان ينفصل عنه  وصارحه بذلك
بكى سعد تمثيلا وخدعة امام ابراهيم
وقال له
يا ابراهيم لنجتمع الليلة في شقتي وليكون اخر لقاء بيننا قبل ان ننفصل
اتفق الطرفان على موعد اللقاء
فبمكر وخديعة قرر سعد ان يدس حبوب مخدرة في عصير ابراهيم

وبعد ان شرب وتخدر
نام ابراهيم في الصالة
وقام سعد بحقن ابراهيم ابرة مخدرات
وقام بربطه ووضعه في الغرفة الخالية بالشقة
واستمر سعد بحقن ابراهيم يوميا حتى ادمن جسمه على السموم
في الجانب الاخر
سعد قام باخبار والدة ابراهيم ان ابنها سافر مع اصدقائه لبضعة ايام
بعد مضي ما يقارب اسبوعين
اطلق سعد حرية ابراهيم وحرمه من الحقنة
وابراهيم يبكي من شدة الالام ويتوسل سعد ان يحقنه
رد عليه
هذه اخر حقنة
واذا ترغب مرة اخرى ادفع ثمنها او لن اعطيك ما تطلب
توجه ابراهيم مباشرة الى منزلهم
واخبر والدته بالحقيقة بأنه اصبح مدمنا بسبب صديقه سعد
وحكى لها ما حدث

خافت الام على ابنها وسألت واستشارة ذوي الخبرة من اهل الخير
فنصحوها بالسفر للخارج وعلاج ابنها من الادمان

كيف تسافر ومن أين مصاريف العلاج والسفر؟
قررت الام بيع المنزل والسفر للخارج لعلاج ابنها
واحتفظت بجزء من المبلغ لحين عودتها من السفر لكي تقوم بتأجير شقة مؤقتة وتشجع ابنها ابراهيم على فتح مشروع تجاري  ناجح 

استمرت فترة علاج ابراهيم في الخارج ما يقارب 3 شهور
وبعد عودته قام مع والدته باستئجار شقة في منطقة غير منطقتهم السابقة
وفتح مشروع تجاري
 وبعد مضي سنة اصبح ابراهيم من رجال الاعمال ويحصل على صفقات بمئات الالاف

وفي يوم طلبت منه والدته موزة ان يشتري منزل لهم بدلا من شقة الايجار
رفض ابراهيم طلب والدته متعذرا بأنه يحتاج اموال اكثر للدخول كمستثمر في شركة اخرى
دب بينهم خلاف ، واشتط ابراهيم وصفع والدته على وجهها بعد أن ذكرته بالماضي وادمانه وعلاجه من قيمة ورثها وورثه.

خرج ابراهيم من الشقة وقاطع والدته وكل مرة تتصل به يغلق الهاتف بوجهها، واذا قامت بزيارته بالشركة يقوم بطلب رجال الامن بطردها ومنعها من الدخول للشركة

مرت الشهور والام لا معيل لها سوى الله ثم القاطنين بنفس المبني من الشقق
تراكمت عليها ايجارات الشقة التي بإسمها
تم قطع الكهرباء عنها بسبب تأخرها عن دفع الفواتير

كان في نفس المبنى وبأحدى الشقق امرأة تعمل لدى شخص يحب فعل الخير ومساعدة المحتاجين ، فأخبرته بقصة موزة وما جرى عليها وعن الديون ومتأخرات الفواتير

تبرع الرجل بدفع كل متأخرات الايجار والفواتير لصاحب الشقة ، وتعرفت موزة على سيدة مريم بنفس عمرها تقريبا تسكن لوحدها وهي من غير زوج ولا  أقرباء ومع مرور الايام ، والزيارات المتبادلة بينهن عرضت السيدة مريم ان تنتقل موزة وتعيش معها في نفس السكن من غير مقابل ولا شروط

عاشت موزة مع مريم أيام عصيبة فلا عائل لهن الا ما يكتبه الله لهن من رزق
مضت السنين وقلب موزة يحترق لسماع صوت ابنها او رؤيته

وفي يوم من الايام طلبت موزة من مريم ان تتصل بأبنها ابراهيم وتطلب منه أن يتحدث مع والدته او يزورها فهي مشتاقه له ، وتقدم له الاعتذار وتقبل قدميه لعله يرضى عليها ويوافق على رؤيتها له

للاسف ابراهيم رفض ان يتحدث مع والدته وطلب من مريم عدم الاتصال به مرة اخرى وهددها بكلام غليظ

تضايقت الام بعد سماعها رده على مريم
وقررت ان تتصل به من هاتف عمومي تدافع عن صديقتها

فكان اول كلامها بالهاتف لابراهيم
قالت: اسمع يا ابراهيموه
اهتز ابراهيم من الصوت والاسلوب
فلا احد يخاطبه هكذا ولا يجرأ أي شخص ان يرفع صوته عليه

وبعد ان فرغت من كلامها وكان هو مستمع لا ينطق وكأن لسانه مربوط
قال لها ماذا تريدين يا يمه
قالت : انا اعيش محرومه لا مال ولا اكل لدي

قال لها غدا اتصل بك وارسل لك مبلغ من المال
فرحت موزة جدا ليس للمال
بل بأن ابراهيم لم يغلق الهاتف ولم يرفض الحديث معها
وقالت في نفسها : هذه بادرة طيبة أن تعود المياه الى مجراها مع ابني

في اليوم التالي
جاء اتصال من رقم غريب لهاتف موزة
اجابت: نعم
المتحدث: هل انت موزة
اجابت: نعم
المتحدث: لدي مبلغ من المال من الاستاذ ابراهيم لك
قالت: شكرا واين ابراهيم
المتحدث: ابراهيم مشغول باجتماعات كثيرة ولا وقت لديه
واذا سنحت فرصة له سيتصل بك ويتقابل معك
واضاف
المبلغ معي واذا تستطيعين أن تأتي الى العنوان التالي.. واعطاها عنوانه
ورقم هاتفي معك الان اتصل بي اذا وصلت لكي اقابلك

فكرت موزة ان العنوان المذكور بعيد جدا عن سكنها
كيف ستذهب الى هناك وهي لا تملك فلس في جيبها؟
والموعد الذي حدده المتصل هو الساعة الثامنة مساء

قررت ان تذهب مشيا على الاقدام الى العنوان المذكور
وبعد مسيرة ما يقارب ساعتان وصلت الى العنوان
واتصلت بالمتحدث وقال لها : اصعدي المبني فأنا في الشقة رقم 23
طرقت الباب وفتح لها شاب وكان جالسا في الشقة صديقين له
قال لها تفضلي واجلسي
جلست لتلتقط انفاسها وطلبت كأس ماء لتشرب

حاول احد الاصدقاء التحرش ب موزة وقال لها:
هلا بالحلوة الوردة
الليلة نبغي نحتفل وياك ونشوفك ترقصين لنا
ابراهيم مب افضل منا يتلذذ معك
تفاجأت موزة من كلامه
وردت عليه: عيب عليك استح على وجهك
قال لها الصديق الثاني:
احنا نعلم انك عشيقة ابراهيم من سنين وانت فنانة في الرقص
وابراهيم يعطيك كما قال لنا 50 دينار حق ليلة واحدة
واحنا بنعطيك 150 دينار حق هذه الليلة

قالت موزة:
ما قال لكم ابراهيم من أنا؟
اجابوا: نعم قال لنا
بأنك عشيقته الأولى ومازلت وأنت لذته في فراشه

قالت:
سود الله وجهكم ووجه ابراهيموه

استحوا على انفسكم
أنا أمه أمه أمه مب عشيقته

هدأت اصوات الاصدقاء وكأن صاعقة ضربتهم

ركع الثلاثة على ركبهم يطلبون السماح منها
واخذوا يسبون ويلعنون ابراهيم الذي قال عن امه هذا الكلام

فحكت لهم حكايتها منذ ادمان ابراهيم على المخدرات وبيعها بيتها لعلاجه واعطاءه رأسمال لبداية اول مشروع ، وكيف هجرها وقاطعها وقصة انتقالها الى السكن مع صديقتها مريم

وهي تتحدث لهم ، دموع الثلاثة الاصدقاء لم تتوقف
بعد ذلك اعطوها المبلغ الذي ارسله لها ابنها
فرفضته وقالت لهم
حرام علي أن استلم فلسا من هذا العاق

والان بعد ما حصل
اعلن امام الله وامامكم بأن ابني ابراهيم مات

فخرجت من الشقة متوجهة الى منطقة سكنها البعيدة
وخرج ورائها الثلاثة الاصدقاء يتابعونها
وطلبوا منها ان تقبل بأن يقوموا بإيصالها الى سكنها
فركبت معهم واوصلوها الى حيث تسكن وعرفوا عنوانها
وفي اليوم التالي
طرق باب سكن موزة
ففتحت الباب مريم
فإذا الثلاثة الاصدقاء امام الباب
سألوا عن موزة
اخبرتهم بأنها ذهبت للمستشفى
قالوا لها: هذه الاغراض لكم
سيارة بيكب اب امام المنزل به الكثير من الخير
واعطوها ظرفا وقالوا لها سلميه ليد السيدة موزة
وعندما جاءت موزة واستلمت الظرف
فإذا به مبلغ من المال وقدره 800 دينار

وكل اول شهر يطرق باب المنزل ويستلمون مبلغ من المال مرسل من الثلاثة الاصدقاء
ولم ينتهي الامر
بل أن احد الثلاثة لديه علاقات مع كبار القوم بالبلاد
فأخبرهم بقصة ابراهيم ووالدته
واتهامه لها امام اصدقائه أنها عشيقته

انتشرت القصة في الصحف المحلية والمجالس
واصبحت رأي عام

تم تقديم ابراهيم للمحاكمة وبحضور الشهود الثلاثة
وحكم عليه بالسجن 15 سنة
لاتهامه والدته بانها عشيقته

وقيل لموزة ابنك مسجون ويطلب عفوك
قالت: ابني ابراهيم مات من سنين بسبب المخدرات

النهاية

تأليف: ظافر حمد فهد الزياني


 14 يوليو 2016

Post a Comment

أحدث أقدم